صبرا غزه انما بعد الليل فجرا

بقلم علي أيوب

خاص بمجلة سأعود

اليوم الخامس عشر على العدوان الاسرائيلي على غزه
عدد الشهداء تعدى ال 800.. هذا ليس مجرد رقم.. ان هذا العدد خلف وراءه ايتاما دون مأوى, امهات ثكلى.. رماد ابيض ودخان اسود.. وقلب اصلب.

المزيد من القتل, اخبار واخبار واخبار, تشاهد بلهفه, عله سيحدث شيئا
عمل "تخريبي" يرجع التوازن بين القوى؟ انقلاب في دوله عربيه؟ طرد سفير اسرائيلي من احدى الدول العربيه (مش من فنزويلا!!) معاهده سلام (لا بمزح)
او اي شيء..اي شيء.. لا بد ان يحدث شيء ما.. طفح الكيل..
مثلما تتحول الطاقه من شكل الى اخر لكنها تحافظ على كميتها الكليه.. كذلك (يجب ان يكون) العدل..
صرت ابحث عن اسباب فيزيائيه (سئمت من الانسانيه) للتغيير

العرب.. نكته تُضحك اهلها من جديد.. والاسوأ ان غير العرب يضحكون عليها ايضا (يبدو ان مثل هذه النكت لا تحتاج للترجمه).. عندنا من العدد الكثير .. عندنا من المال اكثر.. وعندنا اكثر من ذلك كله من العار..

اذا كان كل العرب يدركون ذلك (ما عدا الزعماء) فلماذا لا يتغير الوضع؟ اليست مصر "ام الدنيا"؟ اليست الدوله شعبها؟ يبدو ان الواقع يصرح بغير ذلك..

اسرائيل تبلغ من العمر 60 عاما (بيبي), والدول العربيه تبلغ من العمر ابدا مديدا (الله يخليهن لاهلهن) فلماذا نحن الضعفاء الصامتون الانذال؟ ماذا كنا نفعل عندما تفشت اسرائيل في الشرق الاوسط واليوم تلهو بالعرب كما تشاء, اكان العرب يلعبون؟ ها نحن صرنا اللعبه الان.. بيد طفل (اسرائيل) يعاني من حب العنف والكذب .. واخوانه الكبار ينظرون اليه مبتسمين مسترضين.. فما اوحش بكاءه ان اخذت العابه منه.. فاما الالعاب فما فم لها.

في مثل هذه المواقف اعود بنفسي الى تعريف المصطلحات, ما هو الحق؟ ما هو العدل؟ وعلى عكس ما يبدو, فان بتعدد البشر تتعدد التعريفات (حتى البيدهيه) والمحزن ان يتغير تعريف "الانسانيه".. فتعجز عن الكلام عندما تواجه من هو مقتنع بان قتل الابرياء بهذه الاعداد (الارقام) هو عمل انساني, وان الحصار هو "كذبه" وان الحرب نتيجتها السلام (سلام احادي الجانب؟) وانه مجرم من ينشر صور اشلاء الاطفال (وليس مجرما من مزقهم).. وانني بنقاشي هذا صرت متطرفا يعجب قبيلي من غبائي.

كم من الاخطاء يجب ان تقع ليحدث ما يحدث.. لكن (عجبا) ان هذا ما يحدث الان, والزمن كفيل بالنسيان (خطؤٌ اخر؟)

ربما بعد العسر يسرا, لا بل انا واثق.. فالموت ارحم