الأربعاء، 6 يناير 2010

تعاويذ مجنونة

نبال خليل

عندما أراكَ يبدأ جلدي يحكني
أشعرُ بعدوى من مجرد رؤية صراعكَ مع غوايتي بالمرض
***
يتمختر الدود الذي سقط من جيبة قميصكَ الأزرق على سرّتي
وينسج لي غطاءاً من حرير
***
يصعب عليّ رؤيتكَ اليوم كما رأيتكَ بالأمس
كنتَ بالأمس توقِع بكل أعضائي في فخك وأنا أسكر ببطء بشرب كل سوائلك المذابة
***
كلما أفرغتُ الساكي من يدي أعرفُ أنه حان وقت بركاني لأن يثور
فأتقيأ كل احتمالات اللهب الذي يفتتني
***
أطلبُ منك اليوم أن تختزل لونك وطبعك وميولك الجنسية واغراءاتك لي
وأطلبُ منك أن تكون حركة جديدة للفن المعاصر
***
لا تنأى بجسدي بعيداً عني فأنا ونموذجي مندمجان في اللون والرائحة والهَوَس
وعقلي نبَغَت الرطوبة في شقوقه فامتد على شاكِلَتك

***
إهمسْ في عيوني ألوانكَ حتى أجمع رائحتكَ في قارورة كُحلٍ عربي
وأخرُمْ أذن الجدار المُصغي لألم شرقيّ في رئتي
***
أنتَ الرجل الوحيد الذي يعرف قراءة الحروف الأوغاريتية على جسدي
والذي يعرف المراسلة عن بُعد مع أعضائي الداخلية
***
علّقتُ جسراً من نهدي إلى نهدي وارتشيتُ بالليل من يدٍ صماء
فانحرفت خيولك عن مسارها وشُلّت أرجلها
***
ارتأيتُ مؤخرا ًأن أعترف للرب عند راهب جائع
فاهتاج للرذيلة واعترف لي أنه سينصب موكبا جنائزياً للقداسة
***
كنتُ اليوم أريد أن أتذوق أصابعك العمياء
فأفرغتَ صُراخكَ في دماغي وأصبحتُ أنا فاقدة لوهج الصنوبر المحروق في أسفل بطني
***
تعاويذ موسومة بالأخضر وبصاق من سخطك
رائحة لفراش منفوخ من الضيق
صدى فاصل بين شَعري وجلدي
بورتريه لامرأة معافاة من سرطان الرفض


شاعرة فلسطينية، بلجيكا
للتواصل مع الشاعرة: nibalk@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق