الخميس، 21 يناير 2010

قدسية الثقافة


بقلم أدلين أبو رمحين

ألسنا كورق مبعثر تعتليه شعارات,بضع من أسس تبدلت, وتأرجحت عدة مرات لتصنع ورق, لربما عاندته مشاعر الإنسانية وثوابت قضايا شتى في أنحاء الوطن والأوطان.
فأنا لست إلا صوت لشعوب ترفع جند علمها عاليا,تنشد معنى أقلام الثقافة وتوطن داخلها علوم أنجزها القدماء وثابر بها كل ناشط,عالم,فليسوف,أحب ويعشق كلمة الحق.
ما أمكنني على المثول بين هذه الكلمات,هي لغتي وثقافة عروبتي وجنون نطقي بحرف الضاد,فكم أتوق لنشدها بكل المعالم إن كانت الأندلسية التي أسهبت بنضج حضارة ومجد يحاكى عنه لغاية الآن,أو إن تجسد ذلك بحروف تلونت بين أساطير الكتابات.
فما أجمل أن أكون وحدي,أصارع الضباب ,وتصارعني ضوضاء المدينة ,المتلونة بإشارات ضوئية تعكس لون الأحمر,أي حرية الدماء,ولون أخضر يزرع الأمل ويقدس معان جميلة استسقاها من عيون جبارة تلامسنا وتلبسنا كل قوة وعزة وتسهب بتسلط روح جديدة فينا.
فاليوم وغدا وبعد غد,هو ليس إلا كباقي مجريات حدود رسمتها أنامل تحاول محو الحرية.
تعتلي جزءا جزءا من هذا الكون المليء لأعداء الثقافة ,ترسم أزهار مزخرفة بثقافات عدة.
فيا قديسي مخارج عقول المعاني انهضوا جميعا,تسلحوا برمز أشعاركم وحقوق تكلم عنها الملايين منكم,فمنها حقوق الطفل وحقوق حريات المواطن وحقوق الصحافة,وحرية التعبير عن الرأي الخ....
أكل هذا لا يستحق بأن نجعله يسير قدما,يلحن من أعداد موتاه الكثير,ونصبغ بذاكرته جموع النسيان.
فمن من خلال مشاهدتي لانحدار عولمة دنيئة, أصبحت تسيطر علينا واحد تلو الآخر,تبعدنا عن معرفة من هي أصحابها ولماذا نركض ونبحر بتنميتها؟ولماذا هناك من يدعمها ويحطم أرقاما قياسه لم يعتادوا الغرب على بثها وترويجها؟
ألم تعتادوا أيها المثقفين الأعزاء ببلورة فكرة الغرب وتنحية أقدامهم إلى فيضان الشرق,ونزوعها من أن تستوطن بداخل مفاهيم الأطفال.
إلى متى سنبقى نقف راكعين غير مبالين لمثل هذه الوجوه الكامنة في نفوس الكثير من عشاق العملة,ونسيانهم لأمتهم والتقاليد الموروثة عن أجدادهم ,وماهية أغصان الزيتون والتين وكروم العنب الموثقة بين تلال بلادهم.
بحيث نشاهد بالآونة الأخيرة تخبط بجرأة فضائح الفضائيات,ومقالات مستنسخه عن كتابات أسطر الغرب,المحاولين الدائمين لاعتلائهم على حضارتنا وحرق قرآننا بلا مبالاة لوجود أسلام ومسلمين ورسول من خلفهم ورب يحميهم ,يسبحون باسمه ويستشهدون به كلا شريك له.
والسؤال هنا لماذا وصل هؤلاء الهمجيون لهذا التفكير,والجواب واضح لا شك فيه ,فهنالك من المسلمون اللذين يقتنعون اقتناعا تاما بهذه العملية,فالكثير منهم خائنون لوطنهم قبل أن يخونوا دينهم ويرجموه بحجارة.
أسئلة كثيرة وقضايا ملحميه تعدنا برصد الجديد والجديد,ولكن صرخة ثقافتنا وإحيائنا الدائم للتزود بالعلم والمعرفة,والمحافظة على كل حجر من أسسنا يمنع هذا الاجتياح الذي يحاصرنا بكل ثانية.


مقتطفات سريعه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق